وسأظلُّ للحيـــــــاة تلميذاً..
الحيـــــــاة مواقف.. ودروس وعِبَر...والذين لا يتعلّمون من الحياة يتجرّعون المرارات ، وتشّتطُّ بهم السُُــبُل ،ويسكن الهمّ والحزن قلوبهم ، ويقعون في زوايا العزلة والاكتئاب ؛
هذا قـــــــــــول أجزم أن كثيراً من الناس يُدركون عُمقه.
إن الحياة علّمتـنـي أن أستشير من هو أكثر مني خبرةً ودِرايــــة وفهماً وعلماً بأمور الدنيا، وما خاب من استشار.
وعلّمتني الحيــــاة الأصالة فلا أنحرف وراء هوى ، ولا أنحاز خلف عاطفة ، ولا أتشبّث بمظهر، وحيث تزن الأمور بعقلانية تجد نفسك في قمّة نجاحها..
والحياة علّمتني الإشفاق على الضعيف، وألاّ أسخر من عاجز، ولا أتفاخر بلقب، وخياركم من تعلّم سماحة الإسلام..
والحياة علّمتني أن أجعل قلبي مدينة للمحبّة في الله والأخوّة الصادقة ، فلا مكان للمجاملة والمداهنة الخادعة ..
وعلّمتني الحياة الصبر فلا أجزع ولا أضجر ويضلُّ رجائي بالله عزّ وجلّ يعمر قلبي وفؤادي، ومن صبر ظفر، والله لا يُخيّب رجاء عباده الصالحين..
وعلّمتني الحياة الوفاء للآخرين.. وأن أُعطي في سبيل العطاء ولا أنتظر الرد عليه..
كما علّمتني الحياة أن أفهم نفسي قبل أن أطلب من أحد أن يفهمني ، وأن أتلقّى الهزيمة بصدرٍ رحب، حتى يتلقّاني النصر..و أن أتعلّم من الخطأ دائماً الطريق إلى الصواب ، وألاّ أندم على ماضٍ لن يعود..
أجل هكذا علّمتني الحياة.. والحياة علّمتني أن المرء في حاجة دوماً إلى المزيد من التعلّم..
فهي مدرسة لكل سنوات العمر ..
وأعمارنا تُحدّدها تجاربنا فيها ......
وليس تاريــــــخ مولدنا فيها...
ولأن الحيــــــــاة تظل بحراً لا يُحسن ركوب أمواجه ومصارعة أخطاره إلا المتّعِظُون